مواسم شعبية دينية
موسم النبي روبين، الرملة، 1920-1923، أرشيف بن تسفي.

مواسم شعبية دينية

في كل مرة سمعنا فيها عن موسم شعبيّ، مر على مخيّلتنا موسم النبي موسى في مدينة أريحا، إلا أنّه في واقع الأمر المواسم الشعبية الدينية الفلسطينية كانت لفترة طويلة جدًّا عبر التاريخ من الظواهر الشعبية الموّزعة في أكثر من بقعة جغرافية، مثل: الرملة، يافا، غزة، أريحا وقرية سلمة. وقد ورد تاريخيًّا، أنّ القائد صلاح الدين الأيوبي أول من أسّس ظاهرة "المواسم" الدينية وفي زمن محدد يقع بالعادة بين أواخر شهر آذار حتى نهاية شهر نيسان من كل عام؛ فجعل لكل مدينة رئيسية موسماً خاصاً بها يجمع أبناءها وأبناء القرى المحيطة.  

في تلك المواسم، كانت تبدأ الاحتفالات بالمناداة مباشرة بعد صلاة الجمعة، لتبدأ مواكب المحتفلين بالتجمهر والتوجه إلى المقامات مع رفع الأعلام والرايات الإسلامية، وسط الأهازيج، وزغاريد النساء. على سبيل المثال، كان "موسم النبي موسى" لمدينة القدس وما حولها بعد تحرير مدينة القدس من الصليبيين عام 1187م؛ وموسم النبي صالح خاص بمدينة الرملة وقراها، أما موسم النبي روبين فكانت قاعدته مدينة يافا والرملة، في حين جُعِل لبدو النقب وشرق غزة "موسم المنطار"، أمّا شمال مدينة غزة فكان فيها "موسم دير الروم".

موسم النبي موسى:
يقع مقام النبي موسى، الذي أوجده صلاح الدين الأيوبي وبناه الظاهر بيبرس، شرق مدينة القدس وجنوب مدينة أريحا، ويعتبر من أهم مقامات في البلاد؛ بسبب ضخامة أبنيته وتاريخه القديم، وشهرته الواسعة، ودوره في التاريخ الحديث للبلاد.

موسم النبي صالح في الرملة:
كان يصطف الكشافة والشبان يحملون الاعلام في موكب من الجامع الكبير إلى مقام النبي صالح في مدينة الرملة؛ حيث تلقى الخطب التي تناسب الموقف في كل فترة زمنية. وبانتهاء يوم الجمعة كان ينتهي الموسم، وتقدم أثناء الموسم الحلوى المشهورة (حلاوة النبي صالح). 

موسم النبي روبين:
لقد كان هذا الموسم أعظم المواسم الشعبية الفلسطينية حشدًا للناس وأطولها مدة؛ فقد كان زائروه أكثر من زائري موسم النبي موسى. وكان يعقد عند نهر النبي روبين الذي لا يبعد عن شاطيء البحر سوى ثلاثة كيلومترات ولا يرتفع عن مستواه سوى عشرة أمتار.

موسم المنطار في غزة:
يقع "تل المنطار" شرق مدينة غزة القديمة، وهي عبارة عن أراضٍ سهلية منخفضة تبدو وكأنها واد قديم قد هجرته المياه، متميزة بخصوبتها وكثرة بساتينها. وقد حظي التلّ بمكانة عالية وأصبح موضعاً ومركزاً "لموسم"؛ وسكنه قبائل التركمان والأكراد والخوارزمية، وكانت هذه القبائل تحتشد جميعاً بفرسانها يوم "موسم المنطار" في يوم الخميس السابق ليوم عيد الفصح من كل عام.

في هذه البوابة، نستعرض مجموعة من الصور والأخبار في الصحف الفلسطينية التاريخية حول المواسم الشعبية الدينية وأبرز الأحداث الدائرة في تلك المواسم. للمزيد اضغطوا على شريط البحث في أعلى الصفحة.